هل مطلوب وفاة اللغة العربية؟!
الثلاثاء, 9 مارس 2010
«على أن يجيد اللغة الإنجليزية».. هذا يا سادة أول ما تقع عليه عيناك في الجرائد العربية والخليجية حين تطالع إعلانات التوظيف، ولا عزاء للغة العربية، ما يجعلك تشعر بقرب إعلان وفاة اللغة العربية وحروفها ومفرداتها ومعانيها وأهميتها، هذا قريب جدا، وأن مسألة وضعها في ثلاجة متحف مهمل في أقصى أطراف المدينة هي مسألة وقت أيضا، ما يجعلك في داخلك، ترى أن لغتك الأم عاجزة عن أن تمنحك فرصة عمل.
الحرب الناعمة المعلنة على اللغة العربية قاربت على الانتهاء وقرب إعلان موت اللغة الأم، من المستفيد؟! ألم تكن اللغة العربية من أقوى وأفصح وأثرى اللغات المنطوقة قاطبة؟ هل أصدمكم يا سادة وأخبركم بأن الغرب والمغتربين الأجانب يرفضون أن نحدثهم بلغتهم التي شوهناها وخربناها لهم حتى مما يضطر البعض منهم الاستعانة بمترجم كي يستطيع أن يتواصل معنا نحن الآخر، وحين تمشي في شوارع معظم البلدان العربية تخطف أبصارك الأسماء الأجنبية البحتة، وما يزيد الحماقة جهلا والطين بلة أن المفردات الغربية تكتب باللغة العربية، وكأننا ندعو شخصا ميتا ليشيع ميتا آخر، والكثير من المفردات التي لم نبذل الجهد حتى لتعريبها. فضلا عن دول المغرب العربي التي اعتمدت اللغة الفرنسية لغة أساسية في جميع نواحي حياتها، وصار تطويع اللغة العربية وكسر ضلوعها أسهل وأيسر كي تناسب اللغة الفرنسية، فخرجت لنا بلغة أخرى مشوهة ترى فيها الفرنسية أقرب إلى العربية، واللغة والهوية والحضارة هم ثالوث غير قابل للتفكيك. إن اللغة وعاء الهوية واللغة والهوية تقودانا إلى الحضارة، ولن أقول إن العربية هي لغة القرآن الكريم ولغة التحدي، وأن كان الشعر بالعربية ديوان ومرجع العرب فإن العربية هي روح العرب.
حين كنا.. فرضنا لغتنا على العالم وحين تراجعنا ضيّعنا لغتنا ومضغتنا اللهجات، اللغة العربية صالحة لكل مكان وزمان
أنا البحر في أحشائه الدر كامن
فهل سألوا الغواص عن صدفاتي
أرى لرجال الغرب عزا ومنعـة
وكم عز أقـــوام بــعــز لـغــات
وسعت كلام الله لفــظــا وغــاية
وما ضقت عن أي به وعظـات
إني أخاطب المتآمرين على الهوية والضادية، لماذا لم نتعلم من اليهود الذين يرفضون أن يتكلموا إلا لغتهم العبرية في كل المحافل الدولية إعلانا عن هويتهم وعن بقائهم، فلا يتكلم العبرية إلا اليهود أنفسهم، كفاكم اغتصابا لعقولنا وامنحونا شيئا واحدا له قيمة نتمسك بها، ساعدونا وعالجونا من الانفصام اللغوي. ماذا لو فقدنا لغة الحوار وأورثنا أبناءنا لغة مشوهة؟ سيتحول العالم العربي إلى غابة من الإشارات واللهجات
وتتعمق الفجوة بعمق تبعثرنا.. وللحديث عن الهم بقية.
البدري الخولي
albadry_alkholy@hotmail.com
الثلاثاء, 9 مارس 2010
«على أن يجيد اللغة الإنجليزية».. هذا يا سادة أول ما تقع عليه عيناك في الجرائد العربية والخليجية حين تطالع إعلانات التوظيف، ولا عزاء للغة العربية، ما يجعلك تشعر بقرب إعلان وفاة اللغة العربية وحروفها ومفرداتها ومعانيها وأهميتها، هذا قريب جدا، وأن مسألة وضعها في ثلاجة متحف مهمل في أقصى أطراف المدينة هي مسألة وقت أيضا، ما يجعلك في داخلك، ترى أن لغتك الأم عاجزة عن أن تمنحك فرصة عمل.
الحرب الناعمة المعلنة على اللغة العربية قاربت على الانتهاء وقرب إعلان موت اللغة الأم، من المستفيد؟! ألم تكن اللغة العربية من أقوى وأفصح وأثرى اللغات المنطوقة قاطبة؟ هل أصدمكم يا سادة وأخبركم بأن الغرب والمغتربين الأجانب يرفضون أن نحدثهم بلغتهم التي شوهناها وخربناها لهم حتى مما يضطر البعض منهم الاستعانة بمترجم كي يستطيع أن يتواصل معنا نحن الآخر، وحين تمشي في شوارع معظم البلدان العربية تخطف أبصارك الأسماء الأجنبية البحتة، وما يزيد الحماقة جهلا والطين بلة أن المفردات الغربية تكتب باللغة العربية، وكأننا ندعو شخصا ميتا ليشيع ميتا آخر، والكثير من المفردات التي لم نبذل الجهد حتى لتعريبها. فضلا عن دول المغرب العربي التي اعتمدت اللغة الفرنسية لغة أساسية في جميع نواحي حياتها، وصار تطويع اللغة العربية وكسر ضلوعها أسهل وأيسر كي تناسب اللغة الفرنسية، فخرجت لنا بلغة أخرى مشوهة ترى فيها الفرنسية أقرب إلى العربية، واللغة والهوية والحضارة هم ثالوث غير قابل للتفكيك. إن اللغة وعاء الهوية واللغة والهوية تقودانا إلى الحضارة، ولن أقول إن العربية هي لغة القرآن الكريم ولغة التحدي، وأن كان الشعر بالعربية ديوان ومرجع العرب فإن العربية هي روح العرب.
حين كنا.. فرضنا لغتنا على العالم وحين تراجعنا ضيّعنا لغتنا ومضغتنا اللهجات، اللغة العربية صالحة لكل مكان وزمان
أنا البحر في أحشائه الدر كامن
فهل سألوا الغواص عن صدفاتي
أرى لرجال الغرب عزا ومنعـة
وكم عز أقـــوام بــعــز لـغــات
وسعت كلام الله لفــظــا وغــاية
وما ضقت عن أي به وعظـات
إني أخاطب المتآمرين على الهوية والضادية، لماذا لم نتعلم من اليهود الذين يرفضون أن يتكلموا إلا لغتهم العبرية في كل المحافل الدولية إعلانا عن هويتهم وعن بقائهم، فلا يتكلم العبرية إلا اليهود أنفسهم، كفاكم اغتصابا لعقولنا وامنحونا شيئا واحدا له قيمة نتمسك بها، ساعدونا وعالجونا من الانفصام اللغوي. ماذا لو فقدنا لغة الحوار وأورثنا أبناءنا لغة مشوهة؟ سيتحول العالم العربي إلى غابة من الإشارات واللهجات
وتتعمق الفجوة بعمق تبعثرنا.. وللحديث عن الهم بقية.
البدري الخولي
albadry_alkholy@hotmail.com
0 التعليقات:
إرسال تعليق