حانات البغاء

الصبية زانية
أصبحت..............
الصبية راهبة
كانت................
كانت................
عذراء
طاهرة كالثلج في الشتاء
نقية كالسحب في السماء
حتى جاء ...............
يجرجرها الخليفة
كل مساء...............
إلى حانات البغاء.......
تطرقه ذات الأبواب
وترفضه.................
وتلبسه ذات العباءة
وتلعنه...................
لم يمل أبدا
لم يبخل أبدا
يجردها من ثيابها
ضاحكا................
لا ترتدي سوى أحزانها
كل صباح يقودها.........
كل مساء يبيعها..........
إلى قطيع من الذئاب
يسمع الله أكبر
يفترش قميصها الأحمر
ويصلي ركعتين............
ويشرب برشامتين.........
ويهذي.................
أيها الناس...........
الجنة في النهد الأيسر
المدينة حزينة..........
تشرب دموعها.......
تمضغ أوجاعها......
تبكي عارية..........
تستر النهدين الصغيرين
الأخضرين..........
بالكفين.
الصبية تصرخ
أرجوك لا تفعل .......
لا تأخذني..........
لا تسحبني........
يا من اعتقلت الهواء
في رئتي..............
أنقذني................
تعب من الهرس نهدي
تشققت من الهوس شفتي
بربك كيف تذبحني.......
أنهم ثمانية............
سيوفهم ثمانية.......
خناجره ثمانية......
يمضغون اللحم في ثانية
يمتطون المهرة في ثانية
أيها الخليفة ...........
أنا عارك فكيف تبيع عارك
أنا دارك فكيف ترهن دارك
أيها المحتال المتسلل من جوف
الأقدار...............
الشعب في قبضتك
صار أقل من الحمار
المدينة في زمنك
سفينة..............
يقودها الأشرار.........
أيها الخليفة.........
أيها السمسار......
أبعد عني أصابعك
يدك.................
في معصمي نار........
أطلق سراحي كي أرحل
عددهم ثمانية...........
عيونهم ثمانية.........
رائحتهم ثمانية........
أنا لا أتحمل...........
فكيف أفعل...........
ألا تخجل............
ألا ترحل.............

الترجمة بين الهرولة... وفقدان الذاكرة جريدة الطليعة
البدري الخولي

albadry_alkholy@hotmail.com

هل نضبت كل الثقافات البشرية؟ وهل عميت عنا كل الحضارات الإنسانية؟ حتى نهرول ونفكر في ترجمة كتب إسرائيلية صهيونية، أم صار التحرش البغيض والمساس بالمقدسات التاريخية، عملا بطوليا، يسعى إليه كل من يريد بأن يرضي قوة خفية وهلامية، نشعر بسيطرتها ولا نراها، والتي يمكن لنا أن ننعتها، بالتزاوج الباطل بين السعي العابث للمناصب المحلية والدولية، على حساب تدمير متحف آمال وألام الأمة، وثقب ذاكرة الوعي التاريخي، علما بأن الترجمة هي فن رؤية الآخرين ورصد تقدمهم ومعاينة حضارتهم، وقبل كل شيء لابد من تواجد علاقة احترام ثقافي وحضاري ملموس بين اللغات المترجم منها واليها، حتى تأتي ثمار الترجمة فائدتها، فهل يستطيع عاقل أن يغمغم بإشارة قبول واحدة تتيح لعاقل آخر بأن يترجم عن كتاب إسرائيليين، يكتبون بأحبار من دماء أطفالنا الصغار، ويسطرون حروفهم على رفات الأجداد والآباء. ماذا نقرأ عن شعب سجل أكبر قضية سرقة واغتصاب في التاريخ؟ ولماذا- اليوم- تفضحنا الحاجة الماسة إلى ترجمة تلك الكتب الصهيونية؟.
والشيء الذي يخجلني ويقزمني حتى لا أراني كوني عربيا، هو رفض الكتاب اليهود أن نترجم عنهم، إلا بشروطهم التي تنبع من تحت جدار العنصرية، ومن تلك الشروط المذلة، هو عدم كتابة أي مقدمة للكتاب المترجم، تحاول أن تفسر أو تصحح ما جاء في الكتاب، حتى لو كانت به مغالطات تاريخية وأفكار عدائية ضد الناس الآخرين.
وكذلك عدم عمل أي هوامش جانبية، تحاول أن توضح المعنى، ويوجد الكثير من الاشتراطات المغلفة بالذل والركوع للسادة التواقين للمعرفة
الإنبطاحية. ويباغتنا أحد المهرولين صوب الترجمة من العبرية إلى العربية قائلا، إننا سوف نترجم الكتب الإسرائيلية من كتب إنجليزية، وكأنه يصر على أن الترياق الوحيد للجهل والتخلف العربي يكمن في الفكر اليهودي الذي راح يحتال بشتى الطرق لجلب أفكار ملائكية تسمو بالروح وتقدس العدالة الكونية، وتذهب عنا غبار الخلافات الفردية،
ويأتينا صوت متوارٍ خلف الظل، يحمل الخزي في ضعفه وباهتة حروفه، أن الترجمة عن الإسرائيليين تدخل في إطار سياسة «اعرف عدوك» وكأن عدونا لا يراه أحد، ولا تعرف أفعاله عيون الصغار، الذين استبدلوا كل المفزعات المعروفة و الموروثة من خوف ورعب ووحشية ودموية لا تنضب، بصدى حروف كلمة «إسرائيل»، والشغوف بالترجمة عن الصهيونية، ويدعي أنه يريد أن يترجم روايات وقصصا وشعرا، وكأن الادب العربي قد أعلن إفلاسه الإبداعي والفكري، أو قد استطعنا أن نترجم آخر كتاب في الادب الانجليزي أو الفرنسي أو الاسباني،
ماذا نسمي تلك الطريقة التي نحاول أن نرضي بها عدونا، أنسميها، غباء ثقافياً مركباً؟ أم خيانة لذاكرة الماضي؟ الذي ما زالت حمم خطواته المقهورة لم تبرد بعد، كيف نقبل فكرة أن نجمل صورة عدونا الذي يتصرف معنا من منطلق عقائدي بحت، ويصر بأنه هو الاسمي والمنقى، والقاتل كي يبقى، ومن ناحية آخري، لماذا لا يترجم عن هذا العدو الذي يريد أن يلبس ثوب البراءة في بعض كتبه الأدبية، كتبه السياسية،» التي تفسر ماهية تصرفاته العنصرية، التي لا تقبل الأخر، حتى داخل المجتمع الإسرائيلي اليهودي الواحد توجد تفرقة وأنانية بين يهود الشرق (السيفارديم) ويهود الغرب (الأشكينازيم)،
جل الذي أخشاه، هو أننا قد تحولنا إلى مجتمع بلا ذاكرة حقيقية، وذلك حين أن نوهم أنفسنا وندلس على ذاتنا، أننا نترجم ونتقرب، كي نرى عدونا، وكأنه سراب وشك وحكاية خرافية، بأي مساحة وجه يملؤها العار، ننظر في أعين أطفالنا الصغار الذين رأوا بيقين أعينهم، طفلا يقال له «محمد الدرة» الذي مات أمام العالم، في حضن أبيه والتي لمحت كل الدنيا نظرة اليأس القاتل و الموصول بشرايين باردة، باعت الدم واشترت بثمنه البخس، زجاجات الكولا، والبيتزا، وأفلام البورنو وتوم وجيري، ولابد لنا أن نعرف كيف نرى الأخر، كما يرانا وليس كما يريد هو أن نراه؟
ويدهشنا القائل بملء فيه، ان ترجمة كتب يهودية لا تعد تطبيعا ثقافيا، وإنما تعد مراقبة حثيثة لما يدور من أفكار، في العقل الصهيوني، كل هذا هراء رخيص، لا يرقى على ثمن ما تم دفعه من عذابات وويلات وحروب ومذابح شاهدها العالم، الذي لم نتمكن أن ننتزع منه اعترافا واحدا بظلمنا وعدالة قضيتنا.ماذا أذا فسدت العقول المفكرة للأمة؟ وقايضت وتناست، بل نخشى أن نقول خانت، إني أدعو الذين يهرولون إلى الترجمة من العبرية التي سوف تنقذ الادب العربي من الموت والتسكع في طرقات اللغات المحتضرة، بأن يترجم ما أستحدث الإسرائيليون من معان جديدة من أدوات القتل والوحشية مثل (الفسفور الأبيض - صب الرصاص -عناقيد الغضب - الجدار العازل....الخ).
إني أرى التجرؤ على ترجمة كتبا صهيونية، بمثابة من يترجم مصطلحات كيميائية لتركيبة سم قاتلة، ويشربها هو وأطفاله بدافع المعرفة والعلم. وما دمنا احترفنا لغة الجنون، قليل من الجنون أقول، أن القضية الفلسطينية تدفع بشيء ما مجهول، إلى متحف النسيان، بل يوجد من يجردها من شرفها الأصيل، شيء ما يلوح في أفق الفكر العربي التوعوي ينذر بأعراض فقدان ذاكرة متعمد.
ماذا نخبر أطفالنا وشبابنا، الذي يرى في أعيننا ثقافة الهزيمة الفكرية ووهن العزيمة الفطرية؟ ألا يعلم السيد المترجم، أن إسرائيل تخشى على صغارها من ثقافتنا ولغتنا وتنفرهم منها وتخبرهم أن لغة وثقافة العرب لا تعطي شيئا ولا تقدم شيئا.
أريد من سيد المترجمين أن يترجم لنا العبرات التي كتبها الأطفال الإسرائيليون على بطون الصواريخ المفعمة، بالبارود والفسفور الأبيض،والموجهة إلى أطفال صغار مثلهم في غزة، ومن يراهن على نسيان القضية العربية، أبشره بالخسارة الأكيدة، التي لا تنبع من يقظة عربية متحدة، ولكن ترجع إلى عدونا ذاته الذي دوما ما يباغتانا بهجمات وبحروب مفتوحة ويتفنن في قتل الأبرياء، ويسرف في القتل المجاني، ويتفنن في سلخ الكرامة من وجوهنا،
وما يعزينا هو الرهان الكاسب على ذاكرة أطفالنا وشبابنا، الذي يعي جيدا رصيد فاتورة الكرامة العربية، والذي ينتفض دوما حين يرى رصيد العزة والكرامة قارب محطة الصفر، وجدير بنا أن نُذكر أن الترجمة لا تقتصر أبد على ترجمة الكتب واللغات، والاهم هو ترجمة نبض ومشاعر الأمة الراكضة نحو الحياة الطبيعية العادلة، التي تنبع من إيمان ويقين حقيقيين، يكفلان العيش في سلام يستند إلى قوة ناعمة تداعب الأجيال القادمة، وترسم لهم طريق الأمن والأمان.
albadry_alkholy@hotmail.com

طباعة

القدس العربي
القصة الحقيقية وراء الغناء العبري الصهيوني في الكويت
البدري الخولي
4/7/2010



دعاة الديمقراطية والحرية وكهنة الإصلاح وأعداء الحكومات أثبتت التجربة العملية بأنهم أبعد الناس عن مفهوم الديمقراطية الحقيقية التي طالما تشدقوا بها طيلة حياتهم شريطة أن يتحدثوا عنها أمام فلاشات الكاميرات أو عبر الأثير.
ولكن خلف الستائر حدث ولا حرج وتروي قصتنا هذه حكاية اللاديمقراطية وشعار الوهم الكبير(القومية العربية والقضية الفلسطينية) داخل أحد المحافل التي يظن أنها نافذة للحوار وملجأ الديمقراطية وأعترف بأني أنا الوحيد الذي تجرع جل الصدمة الأولى حين سمعت بأذني ورأيت بعيني كيف لأحد رموز التيار الوطني الديمقراطي ينقلب على أبسط أمور الديمقراطية ألا وهو احترام الآخر في إبداء رأياهم؟ وقد حدثت تلك الانتكاسة داخل أحد صومعات الفكر الحر (كما يظن)، وكان الموضوع ذي صلة بفضيحة الغناء بالعبري(نعم فضيحة لما تحمل من فضائح جمة) للمطربة الغير آسفة، وترديد كلمات وغناء لرجل يعد من ألد خصوم العرب الصهيوني جزائري الأصل متصهين العقيدة "أنريكو ماسيس" وذلك خلال حفل فرقة الأنثربولوجيا على خشبة جمعية الخريجين الكويتية وسأوجل رواية الخديعة في أخر القصة ولكن لدينا الكثير من الأدلة على انتهاج الأساليب الغير ديمقراطية من داخل الديمقراطيين أنفسهم ومن براعمهم الشابة الذين أدعوا خديعتهم والتغرير بهم من قبل الفرقة التي راحت بأن تكون كبش فداء حيث الآتي
أولا: عملية الغناء بالعبري المقصودة للأغاني الإسرائيلية تمت على مدار يومين متتاليين27-28 فبراير (شباط) الفائت 2010ولم يعترض أو يبرر أحد تلك الفعلة، إذا كانوا من رافضين هذا النهج كما تحججوا.
ثانيا: إصرار الفرقة على الغناء لــ أنريكو ماسيس المتصهين الذي رفض أن يعيش تحت سماء دولة عربية محررة (الجزائر) فغادرها فورا عقب الاستقلال وعلما تم رفض دخول ماسيس من قبل السلطات الجزائرية بناء على المطلب الشعبي لما يكن من عداوة ووحشية للعرب وللفلسطينيين.
ثالثا: ردة الفعل الغير ديمقراطية تجاه امرأة فاضلة أبدت رأيها بطريقة حضارية ولكن قوبلت هبتها بالتصفيق المحموم رافضين أي مسحة من التعقل للمحاورة أو احترام الرأي الآخر، وهروب المطربة من ساحة الحوار الحضاري .
رابعا : المغنية غنت أغنية من التراث اليهودي ولا تعرف أي شيء عن معناها وباعترافها على صفحات جريدة الوطن السعودية 2 أبريل(نيسان) 2010 وقالت بعد هذه الضجة ترجمت الأغنية وكانت تعني (هيا لنفرح لنفرح لنفرح، لنستمتع يا إخواننا لنستمتع).. هل يعقل أن تغني مطربة أغنية لا تعرف معنى كلماتها هل تمدح أم تذم أم تحرض أم تثير غرائز جنسية أم هي ظاهرة الببغاوات الفنية التي تملأ أقفاص بعض المنديات الضائعة بين الزمان والمكان؟
المفاجأة الكبرى......الانقلاب الديمقراطي
أبدى كبير الديمقراطيين والأب الروحي للتيار الليبرالي كما يصفونه ديكتاتورية رائعة وقد مارسها في مشهدية مؤلمة ولكن يقينه بعدم البوح أو الكشف عن هذه الديكتاتورية جعلته يتخلى عن عباءة الحرية الغربية والديمقراطية الأثينية التي زين بها كل حوائط مكتبه فراح ينسف عشرات السنين من الإيمان والتأييد المطلق للحرية وتجلت هذه القمعية الديكتاتورية والرجعية السافرة حين عرضت عليه أحد المقالات التي تناولت موضوع الغناء بالعبرية ومغزاه في هذه اللحظة الراهنة في أجواء تفوح بالاغتيالات وتهويد متعمد للقدس رغم حيادية الطرح وسلامة النية وإعمال العقل والمنطق، فأمر فورا برفع الموضوع من المطبعة بدون أبداء أي أسباب في ذهول لف الحاضرين في كُفر بين بكل مبادئ القومية العربية(والتي تتربع على هرمها القضية الفلسطينية) ونسيان جميع أبجديات العقل الديمقراطي الذي يحترم الرأي الآخر والاحتكام إلى السواد الأعظم من الناس المجروحين في قضيتهم التي سقطت من أجلها الكثير من الأجيال، علما بأن موافقة النشر الأولى مرت على العديد من العقول الصحافية المستنيرة والديمقراطية المنتصرة والمنحازة إلى ثوابت الأمة وأظهرت هذه العقول المنفتحة على الآخر دهشة واسعة مما أشاع جوا من الإعياء الحضاري وشيوع حالة من الغثيان لما بدر من هذا الليبرالي.
حرية الرأي ...إلى أين؟
ونتساءل – لماذا – لا نسلط الضوء أو نعاتب هؤلاء المتظاهرين بالديمقراطية والمتلبسين بالديكتاتورية السوداء في آن واحد التي لا تقبل حتى النقاش مع جيل يفترض أنه سيتولى زمام الأمور فيما بعد؟ أ يوجد أحد فوق مستوى النقد البناء لرجالات يتأثر بهم الكثير من الشباب؟ كيف لهؤلاء بأن يهاجموا الحكومات في كل البلدان العربية بتهمة غياب الديمقراطية وهم يرزحون في لذة الديكتاتورية الفردية؟
هنيئا لنا بالليبراليين الجدد الذين يهاجمون الحكومة على طول الخط في بلادهم والحكومات العربية الأخرى ويصرخون على التيارات الدينية لتشددها وهم يمارسون أبشع أنواع التزمت والقمع والعنف السلطوي النابع من غريزة الأنا.
الفوضى الخلاقة
وحين كتبنا عن الغناء بالعبري راحت بعض الأقلام تلبس زي الحداثة وترتشف من حبر اللامبالاة المقصودة على غرار(الفوضى الخلاقة) صوب القضايا والثوابت العربية، فبرروا حادثة الغناء بالعبري وكادوا يخرجوا من جيوبهم صكوك الغفران لكل المذابح الإسرائيلية بداية من دير ياسين ومرورا بمدرسة بحر البقر ووصولا بمجزرة غزة وصكا أخر من شارع الشانزلزيه للفرنسي فاقد الشهرة أنريكو ماسيس ونختم قولنا بأن من العار امتهان الازدواجية الفكرية في عصر تتناقل فيه المعلومات وتتطاير فيه المذكرات التاريخية للرجال فتتكشف وتنجلي كل ملبسات الماضي، وعندما كتبنا عن التمدد اليهودي وعن الاستقطاب الشبابي هبت علينا بعض المهرولين الجدد الذين راحوا يمجدوا في في التراث اليهودي المحرف بل ذهب أحدهم بعيدا وكتب رواية تحكي عن عذابات اليهود داخل الكويت ويتباكى عليهم ويصف ألوان اللانتهاكات التي تعرضوا لها مما جعلهم يختفون والآن يبحث عنهم وعن اراضيهم، ونقول له هل أنت مستعد أن تعطهم دارك إذا ثبتت ملكيتها لهم ؟ ونتساءل في أي خيمة سيقيم هو وأولاده بعد أن يخرجوه الزائرين الجدد؟ أ رأيتم مثل هذا الهراء المقصود به فلاشات الكاميرات وضياع الأوطان، مثل الذي أحرق مدينة في مقابل إشعال سيجارة؟
الطابور الخامس
ومن منطلق المثل العربي الشهير (رب ضارة نافعة) بأن الحادثة كانت بمثابة الريح القوية التي كشفت أوراق التوت عن المتأدلجين خارجيا والمتمددين تحت أقدام الآخر، وهذا ليس بالغريب، أ لم تجند إسرائيل جيشا كاملا في لبنان كان يحارب معها ويؤازرها؟ وحين انسحبت تبرأت من الجميع.
وطبقا لقاعدة الطابور الخامس ظهرت الأصوات التي تتغنى بالتراث اليهودي وتتغزل في الفن اليهودي، وأخرون شرعوا باستخراج الوثائق التاريخية التي تثبت مدى همجية ووحشية العرب مع اليهود قبل نكبة 1948، والبعض يدعون ويفترضون بأن اليهود ربما هم بناة الكعبة والمسجد الأقصى وربما أيضا هم من حفروا النيل وشقوا الفرات وهم من سموا الخليج الفارسي باسم الخليج العربي.
الانفصاليون الجدد
ونتساءل وتملأ فمنا الدهشة هل هؤلاء ( الانفصاليون الجدد)يعانون من بعض الأمراض النفسية التي لا تعني الجنون ولكن تعني مرض حب الشهرة وإدمان المشي عكس السير للففت الانتباه واستمالة حتى العدو وحتى إن بدا علينا بثوب ملاك ؟
ونطالب السادة الحضاريين والديمقراطيين(ديمقراطيي الغرف المظلمة) والمتوحدين والمنبطحين تحت أقدام الآخر المسكين الذي يقتل كي يعيش وكي يربي أطفاله الصغار، أن يروا الجانب الآخر في حرصه ويقظته وكره لنا، هذا العدو الجميل المعطر صاحب مدرسة الحرية كيف يتعامل هو مع من يفرط في خططهم وأيدلوجياتهم ومن يتلفظ بالحقيقة الضارة لهم، هذا هو الوعي الحقيقي حيث الصورة الأخرى هناك في تل أبيب تتظاهر وتهاجم مجموعات من الشباب الإسرائيلي نائبة رئيس الكنيست السابقة والناشطة اليهودية (ناعومي حزان)عقب إعلان تقرير جولد ستون على تعاونها و تزويدها لجنة جولد ستون بالوثائق التي تثبت تورط الجيش الإسرائيلي في تورطه في جرائم حرب بشعة ضد المدنيين من سكان غزة وكيفية استخدامهم لأسلحة جديدة فتاكة مثل قذف القطاع بقنابل الفسفور الأبيض الذي رأيناه بعيوننا كيف له يلتهم لحم الأطفال ويذوب عظامهم ، ولكن هذا لم يثني شباب الدولة العبرية أن يهاجموا مقر بيت ناعومي ويرفعون الرسومات التي تصورها على أنها حيوان (وحيد القرن) ووصفوها بالمرأة الإسرائيلية الأكثر شرا داخل تل أبيب.
أ ليس من الديمقراطية الاعتراض ومحاورة ومهاجمة الديمقراطيين والمتغرغرين بالفكر الديمقراطي إذا حادوا عن قواعد الديمقراطية؟
والسؤال الاستراتيجي من يقف وراء مثل هذه الترهات والأطروحات الهذلية ومن الداعم المباشر والغير مباشر للأكاذيب الغربية والإسرائيلية؟
حدث بالفعل
والمفاجأة الأخرى أنني أنا أحد المقصودين ومعي أحد القامات الثقافية في الخليج العربي (د.نادر القنة) حين ادعت مطربة أنثربولوجيا بأن الداعية الفاضل (الشيخ د.محمد العوضي) يحرض عليها وهو الذي آثر على نفسه نشر مقالات في زاويته الحرة لأناس لا تجمعه معهم سوى حرية التفكير السليم ومنطقية الطرح في ثوابت لا تقبل أي مساومات وبعيد ا عن أي مآرب أخرى، بالرغم في الجانب المقابل ترفض صحيفة الديمقراطيين نشر أي شيء ولكن أطالب مطربتنا بأن تسأل شباب التيار الديمقراطي من سدوا كل قنوات الحوار رافضين تحمل مسئولية الديمقراطية مصادرين على حرية التعبير وأخيرا أن المشكلة أو القضية لم تعد في إيما وفرقتها أو أغنيتها ولكن في المهرولين المترهلين بأفكار لولبية يقصد بها جذب انتباه الآخر باعتبارها السلعة الرائجة وما همهم كل عذابات والانتهاكات التي يتعرض لها الإنسان العربي في أرضه وعرضه وسمائه ومقدساته، كفى هراء وإدعاء.
والمدقق في الطرح السابق يجد نفسه أمام معادلة غريبة وهجينة وأن تضافر وتفاعل كل المعطيات كان حتما أن يؤدي إلى مثل هذه النتيجة الغناء بالعبرية...والبقية تأتي.
كاتب صحافي الكويت



________________________________________
الدكتور نادر القنة - أتحداهم
شكرا للصديق والزميل البدري على كتابته هذه00 فقط أنوه الى انه سبق لي وعبر مقال تم نشره في جريدة الرأي أعلنت استعدادي لمناظرة كل المفتونين والمهووسين بالثقافة العبرية والصهيونية من مدعي العروبة 000 غير انهم انزوا في صمت وعلامات الخزي تغلف وجوههم0 بالضبط مثل أصنامهم من المتصهينين 0 ايا السادة: ان ثوابتنا الوطنية خارج حدود أي مساومة00 أرجو العودة الى اصل المقال بجريدة الرأي / زاوية خواطر للشيخ محمد العوضي وهنا اقول:ان التحدي لا يزال قائما وبوسعنا ان نكشف عن المفتونين بالثقافة الصهيونية العدوانية تقبلوا تحياتي الدكتور نادر القنة استاذ اكاديمي / دولة فلسطين
________________________________________
ارسل هذا الخبر الى صديق بالبريد الالكتروني
نسخة للطباعة

هل ترغب في التعليق على الموضوع؟

"القدس العربي" ترحب بتعليقات القراء، وترجو من المشاركين التحلي بالموضوعية وتجنب الاساءات الشخصية والطائفية، ولن يتم نشر اي رد يحتوي شتائم. كما ترجو الصحيفة من المعلقين ادخال الاسم الاول واسم العائلة واسم الدولة وتجنب الاسماء المستعارة. ويفضل ان تكون التعليقات مختصرة بحيث لا تزيد عن 200 كلمة.

في كتاب «المفسدون في الأرض» لمحمد أبوسيدو
اليهود يفتعلون الأزمات الاقتصادية لإرهاق العالم
الطليعة10 فبراير 2010

عرض: البدري الخولي
لليهود قوة خفية تنبع من ضعف الآخرين، الذين يجب أن يكونوا ضعفاء مستصغرين (هذه عقيدة ثابتة وراسخة)، ومن تطرأ عليه علامات القوة من غير قوم اليهود فيجب التدخل الفوري بالخطط المعتمدة والسيناريوهات الجاهزة سلفا والتي تمت هندستها بطريقة مذهلة (والمذهل فيها مرتين، هو دقة سير هذه الخطط، والمدهش الآخر هو أن الكل يرى ويسمع كل تلك المكائد ولا يحرك ساكناً، فكأن القوم مسحورون) حيث إن الفكر اليهودي له نظرة فوقية، فهو يحاول أن يضع الأشياء كلها أسفل عينيه، ويقوم بأعمال رؤيته ويرى كل النوافذ والدهاليز التي يمكن أن يتغلغل منها، والعقل الصهيوني استفاد كثيرا من الموروث اليهودي فكلاهما واحد، والعقل اليهودي لا يكتفي برصد مساحات الضعف وتحديدها بل يقوم بالشغل عليها وتوظيفها مستقبلا.
الكاتب والكتاب
في كتاب «المفسدون في الأرض» قدم لنا الكاتب محمد أبو سيدو رحمه الله كتابا رائعا، وبرغم صدور الكتاب منذ فترة ليس بالبعيدة فإن كل قارئ ومتصفح له لا يشعر بأي غربة زمنية عما يقع عليه بصره من كلمات تحاول أن تصف قدرا ضئيلا من تاريخ اليهود الذين شقوا العالم العربي كخطوة أولى للاستيلاء على العالم كله، وهذا يتطابق مع قول الدكتور اليهودي أوسكار ليفي «نحن اليهود لسنا إلا سادة العالم ومفسديه، ومحركي الفتن فيه وجلاديه».
اليهود والشيطان
اليهود والشيطان وجهان لعملة واحدة هي الإفساد في الأرض، وجهان للشر والفتنة، اليهود هم الوجه الظاهر. والشيطان هو الوجه الخفي، والذي يدرس حياة اليهود لا يشك لحظة في أنه يرى الشيطان رأي العين ممثلا في صورة آدمية. ولما كان اليهود غير قادرين على الاستيلاء على العالم واستعباده ما دام هناك دين وأخلاق، فقد كان من أول أعمال هؤلاء المجرمين القضاء على الدين والأخلاق عند شعوب العالم، وتحقيقا لهذا الهدف في الإفساد وعزل الناس عن مبادئهم وأخلاقهم قاموا بغزو العالم بسلاح المنكرات والفواحش والخمر والربا والكذب والفسق والخديعة والغدر والخيانة، وقاموا أيضا بدورهم في إشعال الفتن والخلافات والاضطرابات في كل دول العالم عن طريق الجمعيات السرية والهيئات السياسية والدينية والفنية والرياضية والمحافل الماسونية وأندية الروتاري، وبقوا هم متماسكين بعيدين عن التأثر بهذا العبث المدمر.
مصاصو دماء
أطلق من قديم الزمان، وحتى الآن، على اليهود نعوت كثيرة من أشهرها أنهم مصاصو دماء فهل هم مصاصو دماء حقيقة أم مجازاً؟
والحقيقة أن اليهود مصاصو الدماء بكل ما تعنيه الكلمة من معان، فقد ثبت أن من ضمن عقائدهم الدينية ألا يتم لهم عيد الفصح الكبير أو عيد المصة كما يقولون إلا إذا حصلوا على دم بشري وخلطوه في طعامهم الخاص الذي يأكلونه في ذلك العيد.
ونقول ما أشبه الليلة بالبارحة، ألم تنشر الصحف الإسرائيلية عقب حرب غزة الأخيرة أن الأطباء اليهود قاموا بسرقة أعضاء الشهداء الفلسطينيين، وقد اعترفت بذلك بعض الدوائر الأميركية؟! إذن اليهود ليسوا بمصاصي دماء فقط بل هم سارقو أعضاء بشرية مقتولة عمدا للاتجار بها.
تقويض الخلافة الإسلامية
تابعت المنظمات اليهودية السرية نشاطها مستترة تحت شعارات متعددة تدبر المؤامرات لتقويض الخلافة العثمانية الإسلامية وتجزئة الدولة، وأغرت بذلك الدول الاستعمارية ومهدت لها السبيل كي تبسط نفوذها على الأشلاء المفرقة من الدولة بعد انحسار الخلافة الإسلامية عنها مقابل تحقيق مكاسب سياسية واقتصادية لليهود في العالم، وفي البلاد الإسلامية والبلاد العربية، وقد اشترى اليهود كثيرا من الضمائر ضد الخلافة بعد أن وصلت إلى وضع صاروا يشبهونها بالرجل المريض واتخذوا من مدينة «سلانيك» الوكر الرئيسي لدسائسهم ومؤامراتهم لأنها كانت تضم أوفر عدد من اليهود في تركيا، ولأنها كانت المقر الرئيسي للدونمة وهم يهود تظاهروا بالإسلام نفاقا ليعملوا على تقويض الخلافة العثمانية الإسلامية.
حائط المبكى
استطاع اليهود بخبثهم ودهائهم خلال نيف وسبعين سنة تنفيذ قسم ذي أهمية عظيمة من مخططهم الكبير الذي يكيدون فيه لجميع العالم ويهدفون إلى مد سلطانهم على الكرة الأرضية لزرع الفساد في البر والبحر، فتقويض الخلافة الإسلامية وتجزئتها إلى دويلات ومساعدة الاستعمار على تحقيق منافع مادية من الميراث الضخم دون أن يكون لأبناء البلاد قوة.
وعمل اليهود على تقويض نظام الحكم القيصري في روسيا الذي وفر لليهود النفوذ الواسع عن طريق تثبيتهم للنظام الجديد ومشاركتهم في سلطانه وعندما تبادلوا الدعم الحقيقي ليتحقق لهم الحلم الكبير في دولتهم المنتظرة.
ناحوم غولدمان
يقول ناحوم غولدمان رئيس المنظمة الصهيونية العالمية «نحن اليهود لا يهمنا أن نكون في جانب واحد من التيارات السياسية العالمية ما دمنا نعيش في أنحاء العالم كيهود.. ولا يهمنا أن نكون رأسماليين أو شيوعيين لأننا لا نفكر إلا في إننا يهود، فنحن نعيش في الجهات الأربع من هذا العالم فإذا دعت دولة دعوتها ضد غيرها كان اليهود أسبق إلى مساندتها وهكذا يبقى مركزنا إلى الأبد».
هذا المخطط اليهودي يجري تنفيذه بدقة من قبل اليهود في كل من المعسكرين المتصارعين في العالم واليهود من ورائهما يستطيعون أن يكونوا الظافرين بالغنيمة ويبقوا بعيدين عن تلقي الضربات التي وجهها كل من المتصارعين إلى الآخر..
النظريات والأفكار السامة
أما في ميدان الغزو الفكري فإن اليهود يخترعون فكرة من الأفكار السامة المهدمة للشعوب، فإذا تمت صياغتها بشكل مقبول على أنها نظرية من النظريات التي ستحدث تطورا تاريخيا لمصلحة الإنسانية عندئذ يرسلون جنودهم ووكلاءهم إلى التظاهر باعتناق هذه النظرية والتهافت عليها، ويسخرون كل وسائل الإعلام للترويج لها ويسمع بها عشاق النظريات والأفكار الحديثة فيفتنون بها ويتحمسون لها فإذا رأى قادة اليهود أن موجتهم الخبيثة قد انتشرت رفعوا أيديهم عنها وأوصوا سائر اليهود بعدم اعتناقها لبطلانها واعتبارها شِباك صيد يضمن لليهودية العالمية مقدارا من الربح القائم على خسارة الأمم من غير اليهود.
الصهيونية وإبادة العرب
يعيش عالمنا العربي والإسلامي هذه الأيام فترة عصيبة، فهو في صراع دائم ومرير على الحياة أو الموت مع الصهيونية الغاشمة الآثمة تلك التي تتمثل في هذه الشرذمة من حثالات الشعوب ونفاياتها، وقد ألف بينها الشر وجمعها الغدر وصنعتها يد الاستعمار لتكون شوكة في ظهر هذه الأمة تبث الشقاق وتثير الفرقة لتكون قاعدة لسلب الحريات والممتلكات وإخراج الناس من أوطانهم وديارهم ليصبحوا بلا مأوى مشردين في عملية يندى لها الجبين.وكراهية اليهود للعرب والمسلمين شيء متأصل في نفوسهم يتوارثونه جيلا بعد جيل.. وهم دائما يلبسون الحق ثوب الباطل ويلبسون الباطل ثوب الحق، ويؤمن اليهود بوجوب إبادة العرب من على الأرض وهم يسعون إلى ذلك بكل الطرق ويعملون على تنفيذ ذلك عبر مخططات زمنية أهمها استخدام سلاح الجغرافيا واتباع سياسة التفرقة بين الدول العربية وترسيخ سياسة القطرية.
السلطان عبد الحميد واليهود
تكررت محاولات اليهود في عهد السلطان عبد الحميد حيث كانت فلسطين في تلك الفترة من الزمن جزءاً من الخلافة العثمانية، وقد كانت هيبة الخلافة العثمانية تفرض على الموانئ الأوروبية ألا تدق أجراس الكنائس إذا وقف الأسطول العثماني في إحدى هذه المدن، وحاول كثير من قادة اليهود وكبارهم شراء ذمة السلطان عبد الحميد عن طريق الرشوة حتى يسمح لليهود ببعض الامتيازات في فلسطين.
وكان اليهودي قره صو من الذين قابلوا السلطان عبد الحميد ليعرض عليه رشوة بخمسة ملايين ليرة ذهبية على سبيل الهدية لخزينة السلطنة وقروضا كبيرة أخرى من دون فائدة، ولكن السلطان عبد الحميد رفض ذلك جدا ونهره وطرده، واستمرت الوفود اليهودية في إقناع السلطان عبد الحميد أمثال الحاخام موسى ليفي الذي عرض على الخليفة الكثير من المغريات، منها:
ـ إنشاء أسطول بحري عثماني.
ـ دعم سياسة العثمانيين في العالم الخارجي.
ـ مساعدة السلطان عبد الحميد في تحسين أوضاع مملكته المالية.
ـ إنشاء جامعة عثمانية في القدس.
الحكام فاسدون.. واليهود قادمون
ويذكر أبو سيدو في كتابه أن من مؤامراتهم الكبرى أن اليهود يؤمنون بأن أساليب الحكم في العالم جميعا فاسدة والواجب زيادة إفسادها إلى أن يحين الوقت لقيام دولتهم، ويرى اليهود من خلال هذه المؤامرة أن حكم الناس صناعة لا يتقنها إلا اليهود ، ويجب أن يحكم غير اليهودي كما تحكم قطعان البهائم الحقيرة.
ويعمل اليهود على إحداث الأزمات الاقتصادية على الدوام كي لا يستريح العالم أبدا على أن تكون في أيدي اليهود جميع وسائل الطبع والنشر والصحافة وشركات الاستثمار والبورصات وغيرها.. وهذه الثمار المرة التي مضى على غرسها سنوات طويلة تجني الأجيال الحاضرة ثمارها.
ونقول إن اليهود يمارسون دورا ازدواجيا حيث يساندون كل الأنظمة الديكتاتورية في العالم ليستفيدوا منها ويوظفوها لخدمتهم، وهم في قرارة أنفسهم يلعنون الديكتاتورية وينكرون كل سلطة يتمتع بها أي شخص غير يهودي وكأنهم يستغلون الناس بشرا وحكاما بالوكالة لتنفيذ مخططاتهم.