في كتاب «المفسدون في الأرض» لمحمد أبوسيدو
اليهود يفتعلون الأزمات الاقتصادية لإرهاق العالم
الطليعة10 فبراير 2010

عرض: البدري الخولي
لليهود قوة خفية تنبع من ضعف الآخرين، الذين يجب أن يكونوا ضعفاء مستصغرين (هذه عقيدة ثابتة وراسخة)، ومن تطرأ عليه علامات القوة من غير قوم اليهود فيجب التدخل الفوري بالخطط المعتمدة والسيناريوهات الجاهزة سلفا والتي تمت هندستها بطريقة مذهلة (والمذهل فيها مرتين، هو دقة سير هذه الخطط، والمدهش الآخر هو أن الكل يرى ويسمع كل تلك المكائد ولا يحرك ساكناً، فكأن القوم مسحورون) حيث إن الفكر اليهودي له نظرة فوقية، فهو يحاول أن يضع الأشياء كلها أسفل عينيه، ويقوم بأعمال رؤيته ويرى كل النوافذ والدهاليز التي يمكن أن يتغلغل منها، والعقل الصهيوني استفاد كثيرا من الموروث اليهودي فكلاهما واحد، والعقل اليهودي لا يكتفي برصد مساحات الضعف وتحديدها بل يقوم بالشغل عليها وتوظيفها مستقبلا.
الكاتب والكتاب
في كتاب «المفسدون في الأرض» قدم لنا الكاتب محمد أبو سيدو رحمه الله كتابا رائعا، وبرغم صدور الكتاب منذ فترة ليس بالبعيدة فإن كل قارئ ومتصفح له لا يشعر بأي غربة زمنية عما يقع عليه بصره من كلمات تحاول أن تصف قدرا ضئيلا من تاريخ اليهود الذين شقوا العالم العربي كخطوة أولى للاستيلاء على العالم كله، وهذا يتطابق مع قول الدكتور اليهودي أوسكار ليفي «نحن اليهود لسنا إلا سادة العالم ومفسديه، ومحركي الفتن فيه وجلاديه».
اليهود والشيطان
اليهود والشيطان وجهان لعملة واحدة هي الإفساد في الأرض، وجهان للشر والفتنة، اليهود هم الوجه الظاهر. والشيطان هو الوجه الخفي، والذي يدرس حياة اليهود لا يشك لحظة في أنه يرى الشيطان رأي العين ممثلا في صورة آدمية. ولما كان اليهود غير قادرين على الاستيلاء على العالم واستعباده ما دام هناك دين وأخلاق، فقد كان من أول أعمال هؤلاء المجرمين القضاء على الدين والأخلاق عند شعوب العالم، وتحقيقا لهذا الهدف في الإفساد وعزل الناس عن مبادئهم وأخلاقهم قاموا بغزو العالم بسلاح المنكرات والفواحش والخمر والربا والكذب والفسق والخديعة والغدر والخيانة، وقاموا أيضا بدورهم في إشعال الفتن والخلافات والاضطرابات في كل دول العالم عن طريق الجمعيات السرية والهيئات السياسية والدينية والفنية والرياضية والمحافل الماسونية وأندية الروتاري، وبقوا هم متماسكين بعيدين عن التأثر بهذا العبث المدمر.
مصاصو دماء
أطلق من قديم الزمان، وحتى الآن، على اليهود نعوت كثيرة من أشهرها أنهم مصاصو دماء فهل هم مصاصو دماء حقيقة أم مجازاً؟
والحقيقة أن اليهود مصاصو الدماء بكل ما تعنيه الكلمة من معان، فقد ثبت أن من ضمن عقائدهم الدينية ألا يتم لهم عيد الفصح الكبير أو عيد المصة كما يقولون إلا إذا حصلوا على دم بشري وخلطوه في طعامهم الخاص الذي يأكلونه في ذلك العيد.
ونقول ما أشبه الليلة بالبارحة، ألم تنشر الصحف الإسرائيلية عقب حرب غزة الأخيرة أن الأطباء اليهود قاموا بسرقة أعضاء الشهداء الفلسطينيين، وقد اعترفت بذلك بعض الدوائر الأميركية؟! إذن اليهود ليسوا بمصاصي دماء فقط بل هم سارقو أعضاء بشرية مقتولة عمدا للاتجار بها.
تقويض الخلافة الإسلامية
تابعت المنظمات اليهودية السرية نشاطها مستترة تحت شعارات متعددة تدبر المؤامرات لتقويض الخلافة العثمانية الإسلامية وتجزئة الدولة، وأغرت بذلك الدول الاستعمارية ومهدت لها السبيل كي تبسط نفوذها على الأشلاء المفرقة من الدولة بعد انحسار الخلافة الإسلامية عنها مقابل تحقيق مكاسب سياسية واقتصادية لليهود في العالم، وفي البلاد الإسلامية والبلاد العربية، وقد اشترى اليهود كثيرا من الضمائر ضد الخلافة بعد أن وصلت إلى وضع صاروا يشبهونها بالرجل المريض واتخذوا من مدينة «سلانيك» الوكر الرئيسي لدسائسهم ومؤامراتهم لأنها كانت تضم أوفر عدد من اليهود في تركيا، ولأنها كانت المقر الرئيسي للدونمة وهم يهود تظاهروا بالإسلام نفاقا ليعملوا على تقويض الخلافة العثمانية الإسلامية.
حائط المبكى
استطاع اليهود بخبثهم ودهائهم خلال نيف وسبعين سنة تنفيذ قسم ذي أهمية عظيمة من مخططهم الكبير الذي يكيدون فيه لجميع العالم ويهدفون إلى مد سلطانهم على الكرة الأرضية لزرع الفساد في البر والبحر، فتقويض الخلافة الإسلامية وتجزئتها إلى دويلات ومساعدة الاستعمار على تحقيق منافع مادية من الميراث الضخم دون أن يكون لأبناء البلاد قوة.
وعمل اليهود على تقويض نظام الحكم القيصري في روسيا الذي وفر لليهود النفوذ الواسع عن طريق تثبيتهم للنظام الجديد ومشاركتهم في سلطانه وعندما تبادلوا الدعم الحقيقي ليتحقق لهم الحلم الكبير في دولتهم المنتظرة.
ناحوم غولدمان
يقول ناحوم غولدمان رئيس المنظمة الصهيونية العالمية «نحن اليهود لا يهمنا أن نكون في جانب واحد من التيارات السياسية العالمية ما دمنا نعيش في أنحاء العالم كيهود.. ولا يهمنا أن نكون رأسماليين أو شيوعيين لأننا لا نفكر إلا في إننا يهود، فنحن نعيش في الجهات الأربع من هذا العالم فإذا دعت دولة دعوتها ضد غيرها كان اليهود أسبق إلى مساندتها وهكذا يبقى مركزنا إلى الأبد».
هذا المخطط اليهودي يجري تنفيذه بدقة من قبل اليهود في كل من المعسكرين المتصارعين في العالم واليهود من ورائهما يستطيعون أن يكونوا الظافرين بالغنيمة ويبقوا بعيدين عن تلقي الضربات التي وجهها كل من المتصارعين إلى الآخر..
النظريات والأفكار السامة
أما في ميدان الغزو الفكري فإن اليهود يخترعون فكرة من الأفكار السامة المهدمة للشعوب، فإذا تمت صياغتها بشكل مقبول على أنها نظرية من النظريات التي ستحدث تطورا تاريخيا لمصلحة الإنسانية عندئذ يرسلون جنودهم ووكلاءهم إلى التظاهر باعتناق هذه النظرية والتهافت عليها، ويسخرون كل وسائل الإعلام للترويج لها ويسمع بها عشاق النظريات والأفكار الحديثة فيفتنون بها ويتحمسون لها فإذا رأى قادة اليهود أن موجتهم الخبيثة قد انتشرت رفعوا أيديهم عنها وأوصوا سائر اليهود بعدم اعتناقها لبطلانها واعتبارها شِباك صيد يضمن لليهودية العالمية مقدارا من الربح القائم على خسارة الأمم من غير اليهود.
الصهيونية وإبادة العرب
يعيش عالمنا العربي والإسلامي هذه الأيام فترة عصيبة، فهو في صراع دائم ومرير على الحياة أو الموت مع الصهيونية الغاشمة الآثمة تلك التي تتمثل في هذه الشرذمة من حثالات الشعوب ونفاياتها، وقد ألف بينها الشر وجمعها الغدر وصنعتها يد الاستعمار لتكون شوكة في ظهر هذه الأمة تبث الشقاق وتثير الفرقة لتكون قاعدة لسلب الحريات والممتلكات وإخراج الناس من أوطانهم وديارهم ليصبحوا بلا مأوى مشردين في عملية يندى لها الجبين.وكراهية اليهود للعرب والمسلمين شيء متأصل في نفوسهم يتوارثونه جيلا بعد جيل.. وهم دائما يلبسون الحق ثوب الباطل ويلبسون الباطل ثوب الحق، ويؤمن اليهود بوجوب إبادة العرب من على الأرض وهم يسعون إلى ذلك بكل الطرق ويعملون على تنفيذ ذلك عبر مخططات زمنية أهمها استخدام سلاح الجغرافيا واتباع سياسة التفرقة بين الدول العربية وترسيخ سياسة القطرية.
السلطان عبد الحميد واليهود
تكررت محاولات اليهود في عهد السلطان عبد الحميد حيث كانت فلسطين في تلك الفترة من الزمن جزءاً من الخلافة العثمانية، وقد كانت هيبة الخلافة العثمانية تفرض على الموانئ الأوروبية ألا تدق أجراس الكنائس إذا وقف الأسطول العثماني في إحدى هذه المدن، وحاول كثير من قادة اليهود وكبارهم شراء ذمة السلطان عبد الحميد عن طريق الرشوة حتى يسمح لليهود ببعض الامتيازات في فلسطين.
وكان اليهودي قره صو من الذين قابلوا السلطان عبد الحميد ليعرض عليه رشوة بخمسة ملايين ليرة ذهبية على سبيل الهدية لخزينة السلطنة وقروضا كبيرة أخرى من دون فائدة، ولكن السلطان عبد الحميد رفض ذلك جدا ونهره وطرده، واستمرت الوفود اليهودية في إقناع السلطان عبد الحميد أمثال الحاخام موسى ليفي الذي عرض على الخليفة الكثير من المغريات، منها:
ـ إنشاء أسطول بحري عثماني.
ـ دعم سياسة العثمانيين في العالم الخارجي.
ـ مساعدة السلطان عبد الحميد في تحسين أوضاع مملكته المالية.
ـ إنشاء جامعة عثمانية في القدس.
الحكام فاسدون.. واليهود قادمون
ويذكر أبو سيدو في كتابه أن من مؤامراتهم الكبرى أن اليهود يؤمنون بأن أساليب الحكم في العالم جميعا فاسدة والواجب زيادة إفسادها إلى أن يحين الوقت لقيام دولتهم، ويرى اليهود من خلال هذه المؤامرة أن حكم الناس صناعة لا يتقنها إلا اليهود ، ويجب أن يحكم غير اليهودي كما تحكم قطعان البهائم الحقيرة.
ويعمل اليهود على إحداث الأزمات الاقتصادية على الدوام كي لا يستريح العالم أبدا على أن تكون في أيدي اليهود جميع وسائل الطبع والنشر والصحافة وشركات الاستثمار والبورصات وغيرها.. وهذه الثمار المرة التي مضى على غرسها سنوات طويلة تجني الأجيال الحاضرة ثمارها.
ونقول إن اليهود يمارسون دورا ازدواجيا حيث يساندون كل الأنظمة الديكتاتورية في العالم ليستفيدوا منها ويوظفوها لخدمتهم، وهم في قرارة أنفسهم يلعنون الديكتاتورية وينكرون كل سلطة يتمتع بها أي شخص غير يهودي وكأنهم يستغلون الناس بشرا وحكاما بالوكالة لتنفيذ مخططاتهم.

0 التعليقات:

إرسال تعليق